عين على القدس الشريف
القدس زهرة المدائن عاصمة للثقافة العربية عام 2009م
القدس هي ميزان حرارة الوطن العربي، وهي بمثابة القلب في جسم الأمة العربية، فإذا كانت تنعم بصحة جيدة، فالوطن العربي الكبير ينعم بالأمن والاستقرار.. ومنذ فترة وهي تتعرض لهجمة صهيونية منظمة في سبيل تغيير هويتها الثقافية العربية ووجهها الحضاري والتاريخي والتراثي.. لكن قدسنا تعلن بإصرار وعناد دائم رفضها الاستسلام والخنوع والركوع لهذا المخطط الصهيوني، وستبقى دائماً وأبداً في قلوب الأمة الإسلامية وعيونها..
وإذا كانت الدولة العبرية تحاول وتزيد في محاولاتها من قلع بيوت ومنازل الفلسطينيين في القدس لتغيير معالمها وهويتها العربية.. فهذا ليس بالشيء الجديد.. فقد سبق لها وقلعت الشعب الفلسطيني من أرضه.. لكن كل هذه المحاولات لم تمنع هذا الشعب من العودة إلى أرضه.. لأنه يعرف طريقه، كما يعرف أن جذوره باقية وعميقة في باطن الأرض.
فالقدس عاصمة فلسطين، وفلسطين يمكن أن تتحول إلى نموذج لا للتعايش بين مختلف الأعراق والأديان فقط، بل إلى مجتمع يؤمن بالتنوع من خلال وحدته، وهو تعبير عن الانسجام لتكامل الإنسانية فيه.
إن محاولة قلع جذور الفلسطينيين يولّد عندهم العنف والكُرْه، والكُرْه لا يحرق القلوب فقط، إنه يحرق العيون أيضاً.. فحذار من هذه النهاية، لأن من يكره لا يخاف الموت.. إن كُره الفلسطينيين لمن اغتصبوا أرضهم وشردوهم عن أوطانهم، ولّد في ظلماتهم النور، وأضاء السراديب المعتمة في حياتهم.. زرع في قلوبهم الضوء وفي عيونهم النور.. وصارت التضحية بالغالي والثمين هدفاً لهم حتى يعود الحق إلى نصابه، وتعود القدس محررة وعاصمة للدولة الفلسطينية. |